تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
إنّ الإضطهاد لمن أثقل الصلبان المتوجّب على المسيحي احتمالها في هذه الحياة. ويزداد ثقلاً إذا كان صادراً من ذوي السلطة. ولئن أنعمنا النظر في عصرنا الحاضر, فنرى ان قد كثُرت فيه الاضطهادات, بحيث يُمكن القول ان اضطهادات العصور السالفة لم تكن بأشد منها قسوة وجوراً. وموضوع اضطهادات هذا العصر, هو:
- الكنيسة, إذ قام الملحدون وذوو البِدع والكفَرة يصلونها حرباً عواناً.
- قداسة البابا رأس الكنيسة المنظور.
- المؤمنون الأتقياء المتمسّكون بجوهر تعاليم الكنيسة وشعائرها, إذ قد أمسوا هدفاً لسهام المتعنّتين, وموضوع سخرية للخالعين.
وموجز الكلام, فقد تمّ في أمثال هؤلاء المؤمنين قول الرسول: "إنّ الذين يحبّون أن يعيشوا بالتقوى يُضطهَدون"...
فإلى من يلتجىء هؤلاء؟ ومَن يكون لهم معزّياً إلا القدّيس يوسف؟ إنّه صورة مكبّرة ليوسف ابن يعقوب الذي اضطهده اخوته حَسداً. ولعمري, إنّ هذا الشيخ المُبجّل لم يكن أكبر حظاً من يوسف الصدِّيق لأنه, فضلاً عن اضطهاد هيرودس والعظماء له, ووضعه حياته وحياة عائلته المقدّسة في خطر الموت, قاسى هو وعائلته اضطهادات عديدة من أبناء وطنهم وأقاربهم, ورُشقوا بكلام جارح بسبب زُهدهم والتجرّد لخدمة الله وعدم السير بمقتضى روح العالم الذي كان المضطهِدون يعيشون بموجبه. لقد كانت هذه العائلة تُقابل لعنات اللاعنين بالبركة, وتحتمل اضطهادات المضطهدين بالدِعة والصبر. وعليه, فما أكثر السهام التي كانت تُمزِّق فؤاد هذا القدّيس العظيم, عندما كان يعاين هذا ممّن أحبّهم وبذل في سبيل صداقتهم كلّ خدمة ومساعدة!...
فارفعوا أفكاركم أيها المضطهَدون من أهل العالم, إلى هذا البار, وتعزّوا عند تأمّلكم بحياته! تعلّموا منه جميل الصبر وعِظم الثقة, لأنّ الله عادل, فلا يدع صفّيه يرى هلاكاً. ولئن استهزأ بكم المضطهِدون, سائلين: "أين هو إلهكم؟" فأجيبوهم قائلين: إنّ إلهنا قد سبق فقال: "طوبى للمضطهَدين من أجل البرّ فإنّ لهم ملكوت السماوات"! واعلموا حقّ العلم أنّه, بينما يضطهدكم الأشرار, فالمسيح يطوِّبكم, ويهيّء لكم أكاليل الظفر, ليُكلل بها هاماتكم جزاء جهادكم. فابتهجوا وافرحوا إذاً, لأنّ أجركم عظيم في السماوات!...
فيا أيّها القدّيس يوسف المعظّم, كن سلوى للكنيسة, ولقداسة البابا ولجماعة الرهبنات, وللمؤمنين الأتقياء, خلال الشدّة التي تلمّ بهم, واستمع سؤلهم, واعضدهم بقوّتك, وكن شفيعهم المشفع!
إنّ الإضطهاد لمن أثقل الصلبان المتوجّب على المسيحي احتمالها في هذه الحياة. ويزداد ثقلاً إذا كان صادراً من ذوي السلطة. ولئن أنعمنا النظر في عصرنا الحاضر, فنرى ان قد كثُرت فيه الاضطهادات, بحيث يُمكن القول ان اضطهادات العصور السالفة لم تكن بأشد منها قسوة وجوراً. وموضوع اضطهادات هذا العصر, هو:
- الكنيسة, إذ قام الملحدون وذوو البِدع والكفَرة يصلونها حرباً عواناً.
- قداسة البابا رأس الكنيسة المنظور.
- المؤمنون الأتقياء المتمسّكون بجوهر تعاليم الكنيسة وشعائرها, إذ قد أمسوا هدفاً لسهام المتعنّتين, وموضوع سخرية للخالعين.
وموجز الكلام, فقد تمّ في أمثال هؤلاء المؤمنين قول الرسول: "إنّ الذين يحبّون أن يعيشوا بالتقوى يُضطهَدون"...
فإلى من يلتجىء هؤلاء؟ ومَن يكون لهم معزّياً إلا القدّيس يوسف؟ إنّه صورة مكبّرة ليوسف ابن يعقوب الذي اضطهده اخوته حَسداً. ولعمري, إنّ هذا الشيخ المُبجّل لم يكن أكبر حظاً من يوسف الصدِّيق لأنه, فضلاً عن اضطهاد هيرودس والعظماء له, ووضعه حياته وحياة عائلته المقدّسة في خطر الموت, قاسى هو وعائلته اضطهادات عديدة من أبناء وطنهم وأقاربهم, ورُشقوا بكلام جارح بسبب زُهدهم والتجرّد لخدمة الله وعدم السير بمقتضى روح العالم الذي كان المضطهِدون يعيشون بموجبه. لقد كانت هذه العائلة تُقابل لعنات اللاعنين بالبركة, وتحتمل اضطهادات المضطهدين بالدِعة والصبر. وعليه, فما أكثر السهام التي كانت تُمزِّق فؤاد هذا القدّيس العظيم, عندما كان يعاين هذا ممّن أحبّهم وبذل في سبيل صداقتهم كلّ خدمة ومساعدة!...
فارفعوا أفكاركم أيها المضطهَدون من أهل العالم, إلى هذا البار, وتعزّوا عند تأمّلكم بحياته! تعلّموا منه جميل الصبر وعِظم الثقة, لأنّ الله عادل, فلا يدع صفّيه يرى هلاكاً. ولئن استهزأ بكم المضطهِدون, سائلين: "أين هو إلهكم؟" فأجيبوهم قائلين: إنّ إلهنا قد سبق فقال: "طوبى للمضطهَدين من أجل البرّ فإنّ لهم ملكوت السماوات"! واعلموا حقّ العلم أنّه, بينما يضطهدكم الأشرار, فالمسيح يطوِّبكم, ويهيّء لكم أكاليل الظفر, ليُكلل بها هاماتكم جزاء جهادكم. فابتهجوا وافرحوا إذاً, لأنّ أجركم عظيم في السماوات!...
فيا أيّها القدّيس يوسف المعظّم, كن سلوى للكنيسة, ولقداسة البابا ولجماعة الرهبنات, وللمؤمنين الأتقياء, خلال الشدّة التي تلمّ بهم, واستمع سؤلهم, واعضدهم بقوّتك, وكن شفيعهم المشفع!
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 23 - القديس يوسف تعزية اليتامى والمهملين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 24 - القديس يوسف تعزية النفوس المطهرية.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 19 - القديس يوسف تعزية المبتلين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 24 - القديس يوسف تعزية النفوس المطهرية.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 19 - القديس يوسف تعزية المبتلين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى