تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
لا ريْبَ أنّ ثلْم الصيت واختلاق التهمات الباطلة يُحاكيان أشواكاً حادّة تُدمي قلب الانسان. كثيراً ما يكون الموت الأدبيّ أمرَّ من الموت الطبيعيّ, إذ لا شيء يُحزنُ القلب مثل فُقدان السُمعة الطيّبة, وقلّة الإعتبار, ونظرة الإحتقار وعدم الإكتراث.
وهذا الأمرُ يكونَ غالباً الجزاء الذي يُجازي به العالم خُدّام الله. وقد جوزي به السيّد المسيح نفسه. ألم يُرَ مُهاناً من قِبلِ خاصّته, وقد أتى لأجلهم؟ او لم يتلقّ الجحود, حتّى من الذين صنع معهم الخير؟ لَيتَ شعري, أيّ عارٍ أكبر من أن يُعامل الشريف معاملة لصٍ, بل يُفضّل اللص عليه؟ هكذا عامل العالم ملك المجد الذي تأنّس, تاركاً عرشه وكرامته, لأجل خلاص البشر. فإنّهم لم يقتصروا على احتقاره وإهانته, بل آثروا عليه لِصاً سفّاحاً, عندما طلبوا من بيلاطس أن يُطلق باراباس بدلاً من المسيح البار...
وقد تجرّع القديس يوسف هذه الكأس العلقميّة من الذل والهوان حتى الثمالة. وعليه, فيُمكن للمُتّهَمين والمرذولين أن يتّخذوه قُدوة وتعزية لهم. فانظروا إليه, أيّها المُتهمون, في ليلة ميلاد الطفل العجيب, وهو يطوف شوارع بيت لحم يقرع الأبواب, طالباً مأوى لعروسه التي كانت تنتظر ولادة المخلص ابنها وابن الله العليّ. كثيرون من سكان تلكَ المدينة كانوا من أهله ومعارفه, بيدَ أنّهم سدّوا آذانهم عن تلبية ندائه, ورفضوا طلبه. فاضطرّ أن يذهب إلى مغارة الحيوانات. تصوّروا ما أعمق احزانه, وما أمرّ تحسّراته عندما عايَن كلّ الأبواب مُقفلة في وجهه, حتى أبواب المنازل والفنادق التي كان يأوي إليها كل غريب!.. تأملوا كيف احمرَّ وجهه خجلاً وحياءً, لمّا شاهدَ غُبار السفر الطويل وثيابه البسيطة تجعلُ الناس, حتى أقاربه, يتناسون شرف أصله, وقداسة مهمّته, وهو من نسلِ داود, فيخيبون طلبه!..
لعمري, إنّ هذا الانخذال الذي ألمّ به قد أحزنه أكثر من حالته الفقيرة, لأنه كان يحتاج إذّاك إلى الأكل والشرب ولوازم الطفل الإلهيّ, على أنّه بَقي وطيد الإيمان, ثابتَ القلب.
فيا أيّها الشيخ المبارك, أنت تعرف حقّ المعرفة الحسرات والأحزان التي تلمّ برجلً شريف الأصل حميد المزايا, قد جار عليه الدهر, وحلّت به صروف المِحن, فاستمدّ له مِن الله نِعمة, ليُقابل هذه البلايا كما يجب, حاسباً إيّاها مُرسلة من لدُن الله. واسأل للمُتهَمين والمرذولين, بدلاً من إهانة اهل العالم, السعادة الحقيقيّة, كي تتحوّل مِحَنهم إلى سًعفِ نخلٍ وأكاليلَ مجد.
لا ريْبَ أنّ ثلْم الصيت واختلاق التهمات الباطلة يُحاكيان أشواكاً حادّة تُدمي قلب الانسان. كثيراً ما يكون الموت الأدبيّ أمرَّ من الموت الطبيعيّ, إذ لا شيء يُحزنُ القلب مثل فُقدان السُمعة الطيّبة, وقلّة الإعتبار, ونظرة الإحتقار وعدم الإكتراث.
وهذا الأمرُ يكونَ غالباً الجزاء الذي يُجازي به العالم خُدّام الله. وقد جوزي به السيّد المسيح نفسه. ألم يُرَ مُهاناً من قِبلِ خاصّته, وقد أتى لأجلهم؟ او لم يتلقّ الجحود, حتّى من الذين صنع معهم الخير؟ لَيتَ شعري, أيّ عارٍ أكبر من أن يُعامل الشريف معاملة لصٍ, بل يُفضّل اللص عليه؟ هكذا عامل العالم ملك المجد الذي تأنّس, تاركاً عرشه وكرامته, لأجل خلاص البشر. فإنّهم لم يقتصروا على احتقاره وإهانته, بل آثروا عليه لِصاً سفّاحاً, عندما طلبوا من بيلاطس أن يُطلق باراباس بدلاً من المسيح البار...
وقد تجرّع القديس يوسف هذه الكأس العلقميّة من الذل والهوان حتى الثمالة. وعليه, فيُمكن للمُتّهَمين والمرذولين أن يتّخذوه قُدوة وتعزية لهم. فانظروا إليه, أيّها المُتهمون, في ليلة ميلاد الطفل العجيب, وهو يطوف شوارع بيت لحم يقرع الأبواب, طالباً مأوى لعروسه التي كانت تنتظر ولادة المخلص ابنها وابن الله العليّ. كثيرون من سكان تلكَ المدينة كانوا من أهله ومعارفه, بيدَ أنّهم سدّوا آذانهم عن تلبية ندائه, ورفضوا طلبه. فاضطرّ أن يذهب إلى مغارة الحيوانات. تصوّروا ما أعمق احزانه, وما أمرّ تحسّراته عندما عايَن كلّ الأبواب مُقفلة في وجهه, حتى أبواب المنازل والفنادق التي كان يأوي إليها كل غريب!.. تأملوا كيف احمرَّ وجهه خجلاً وحياءً, لمّا شاهدَ غُبار السفر الطويل وثيابه البسيطة تجعلُ الناس, حتى أقاربه, يتناسون شرف أصله, وقداسة مهمّته, وهو من نسلِ داود, فيخيبون طلبه!..
لعمري, إنّ هذا الانخذال الذي ألمّ به قد أحزنه أكثر من حالته الفقيرة, لأنه كان يحتاج إذّاك إلى الأكل والشرب ولوازم الطفل الإلهيّ, على أنّه بَقي وطيد الإيمان, ثابتَ القلب.
فيا أيّها الشيخ المبارك, أنت تعرف حقّ المعرفة الحسرات والأحزان التي تلمّ برجلً شريف الأصل حميد المزايا, قد جار عليه الدهر, وحلّت به صروف المِحن, فاستمدّ له مِن الله نِعمة, ليُقابل هذه البلايا كما يجب, حاسباً إيّاها مُرسلة من لدُن الله. واسأل للمُتهَمين والمرذولين, بدلاً من إهانة اهل العالم, السعادة الحقيقيّة, كي تتحوّل مِحَنهم إلى سًعفِ نخلٍ وأكاليلَ مجد.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 23 - القديس يوسف تعزية اليتامى والمهملين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 24 - القديس يوسف تعزية النفوس المطهرية.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 19 - القديس يوسف تعزية المبتلين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 24 - القديس يوسف تعزية النفوس المطهرية.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 19 - القديس يوسف تعزية المبتلين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى