تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 22 - القديس يوسف تعزية المنازعين.
من الطبيعي أنّ الأمراض سوف تستنزف يوماً كلّ قِوانا الطبيعيّة, ولا بدّ لنا من أن نسمع, ونحن على فراش الموت, هذا الكلام: "إنّ المريض قد عزّ شفاؤه, ولم يَبقَ من أملٍ بحياته"... فيتحوّل عندئذٍ المرض إلى نِزاع, ويمسي المريض منازعاً, وتكون دقائقه الأخيرة حرباً هائلة, لأنّ لفظة نزاع تعني حرباً. ولعمري, إنّ مفارقة النفس للجسد لمن أشدّ الحروب وأهولها, لأنّ الجسد يُحارب, بكلّ قواه, الآلام التي تنتابه, والنفْس تحارب العدوّ الجهنّمي الذي يبذل قُصارى جهده لإهلاكها. ويمسي المنازع المسكين غير أمين لا من جهة العالم الذي تندكّ أساسات رجائه به في تلكَ الساعة, ولا من جهة الأبديّة التي يجهل نصيبه منها كلّ الجهل.
ويرى ذاته محتاجاً, أكثر من أيّ وقت آخر, إلى من يمدّ إليه ساعِده, ويقوّي رجاءه, ويكون له معزّياً في تلكَ الشدّة التي يهاجمه بها الموت. ولا يجد آنئذ إلا الكنيسة وأسرارها وغفراناتها, والأتقياء الذين يرفعون صلواتهم وابتهالاتهم لأجله, والقدّيس يوسف وشفاعته غير المردودة, في تلك المعركة النهائيّة.
إنّ القدّيس يوسف هو المحامي الخصوصي عن المنازعين, لأن الحظّ أسعده أن يرى عَياناً قُرب فِراشه, ساعة موته, سيدتنا مريم العذراء, والسيّد المسيح الإله المتأنّس. فكم كانت راحته عظيمة, عندما أسند رأسه على ذراع ابنه يسوع! وما أعظم الإنتعاش الذي انتعشه, حينما مدّت سيّدتنا مريم العذراء يدها الناعمة لتعطيه قليلاً من الماء! وكم كانت عذبة تلك النظرات الأخيرة التي ألقاها القدّيس يوسف على يسوع! وكم كانت لذيذة ألفاظ التشجيع التي استحقّها من فمِه الإلهي!
آه! ليت تكون ساعتنا الأخيرة مثل ساعاتك الأخيرة أيّها القدّيس يوسف! فتعال مع مريم خطيبتك والطفل يسوع, وحَـلّوا مرارة نفسي بنور مرآكم, وعذوبة ألفاظكم, وتسلّموا روحي جزاء عبادتي لكم في هذه الدنيا!
أيّها القدّيس يوسف, شفيع المنازعين وتعزيتهم, اعضد وعزِّ نفسَ عبدِك الأمين في ساعته الأخيرة, حين تُحيق بِه الشدائد, ويكون في تلكَ الساعة بأمسّ الحاجة إلى مساعدتك العلويّة.
من الطبيعي أنّ الأمراض سوف تستنزف يوماً كلّ قِوانا الطبيعيّة, ولا بدّ لنا من أن نسمع, ونحن على فراش الموت, هذا الكلام: "إنّ المريض قد عزّ شفاؤه, ولم يَبقَ من أملٍ بحياته"... فيتحوّل عندئذٍ المرض إلى نِزاع, ويمسي المريض منازعاً, وتكون دقائقه الأخيرة حرباً هائلة, لأنّ لفظة نزاع تعني حرباً. ولعمري, إنّ مفارقة النفس للجسد لمن أشدّ الحروب وأهولها, لأنّ الجسد يُحارب, بكلّ قواه, الآلام التي تنتابه, والنفْس تحارب العدوّ الجهنّمي الذي يبذل قُصارى جهده لإهلاكها. ويمسي المنازع المسكين غير أمين لا من جهة العالم الذي تندكّ أساسات رجائه به في تلكَ الساعة, ولا من جهة الأبديّة التي يجهل نصيبه منها كلّ الجهل.
ويرى ذاته محتاجاً, أكثر من أيّ وقت آخر, إلى من يمدّ إليه ساعِده, ويقوّي رجاءه, ويكون له معزّياً في تلكَ الشدّة التي يهاجمه بها الموت. ولا يجد آنئذ إلا الكنيسة وأسرارها وغفراناتها, والأتقياء الذين يرفعون صلواتهم وابتهالاتهم لأجله, والقدّيس يوسف وشفاعته غير المردودة, في تلك المعركة النهائيّة.
إنّ القدّيس يوسف هو المحامي الخصوصي عن المنازعين, لأن الحظّ أسعده أن يرى عَياناً قُرب فِراشه, ساعة موته, سيدتنا مريم العذراء, والسيّد المسيح الإله المتأنّس. فكم كانت راحته عظيمة, عندما أسند رأسه على ذراع ابنه يسوع! وما أعظم الإنتعاش الذي انتعشه, حينما مدّت سيّدتنا مريم العذراء يدها الناعمة لتعطيه قليلاً من الماء! وكم كانت عذبة تلك النظرات الأخيرة التي ألقاها القدّيس يوسف على يسوع! وكم كانت لذيذة ألفاظ التشجيع التي استحقّها من فمِه الإلهي!
آه! ليت تكون ساعتنا الأخيرة مثل ساعاتك الأخيرة أيّها القدّيس يوسف! فتعال مع مريم خطيبتك والطفل يسوع, وحَـلّوا مرارة نفسي بنور مرآكم, وعذوبة ألفاظكم, وتسلّموا روحي جزاء عبادتي لكم في هذه الدنيا!
أيّها القدّيس يوسف, شفيع المنازعين وتعزيتهم, اعضد وعزِّ نفسَ عبدِك الأمين في ساعته الأخيرة, حين تُحيق بِه الشدائد, ويكون في تلكَ الساعة بأمسّ الحاجة إلى مساعدتك العلويّة.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 24 - القديس يوسف تعزية النفوس المطهرية.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 23 - القديس يوسف تعزية اليتامى والمهملين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 19 - القديس يوسف تعزية المبتلين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 23 - القديس يوسف تعزية اليتامى والمهملين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 18 - القديس يوسف تعزية المضطهدين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 19 - القديس يوسف تعزية المبتلين.
» تأملات شهر آذار مع القديس يوسف - 20 - القديس يوسف تعزية المخذولين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى