تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 5 - قلب يسوع هو لنا.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 5 - قلب يسوع هو لنا.
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 5 - قلب يسوع هو لنا.
لنا هو يسوع في كلّ ما يخصّه. فجسده الطاهر المأخوذ من جسد العذراء مريم هو لنا. ودمه الحيّ, الذي يجري في عروقه, قد بذله لأجلنا. ونفسه المقدّسة هي خاصّتنا. وأسراره الإلهيّة, تلك الينابيع المتفجّرة, تتبعنا في كل أطوار حياتنا, كما كانت مياه الصخرة تتبع مراحل الإسرائيليين في البريّة. وحياته الثمينة بذلها عنّا. ثمّ كنيسته المقدّسة الخارجة من جرح قلبه الطاهر هي لنا, بكلّ ما فيها من كنوز. هذا ما أعطاناه يسوع نفسه, حتى أنه لم يُبقِ شيئاً لنفسه, بل أورثنا كلّ خصوصيّاته, كما يورث الأب اولاده جميع مقتنياته.
إلا أنّ ربّنا يسوع المسيح أراد أن يعطينا كلّ كنوز قلبه الأقدس بنوع حسّي, ويبقى معنا هو نفسه إلى منتهى الدهر, وذلك في القربان الأقدس. فكما تجسّد يسوع في بيت لحم من مريم العذراء, هوذا يتجسّد كلّ يوم على هياكلنا, بنوع سرّي, على أيدي الكهنة. وكما كان في حياته يرفع عنّا الصلوات إلى أبيه الأزلي, فصلواته ما تزال مستمرة صاعدة إلى السماء من القربان الأقدس. فذاك الجسد المتحرك, وذلك القلب النابض بالمحبّة, وكلّ ما في يسوع من حياة, كلّ هذا موجودٌ حقيقة في القربان المقدّس. وكأنّ السيّد المسيح أراد أن يُلاشي إرادته, ويُعطي الكهنة سلطاناً عليه, ليتمّم هذا السّر, فنراه يرضخ حالاً لكلمات الكاهن, لأنه الوديع والمتواضع القلب الذي لا يماحك ولا يقاوم. ذلك, لكي يبقى معنا على الدوام, قائلاً بلسان سليمان: "عيناي وقلبي هناك كلّ الأيام".
صرخ المُرتّل يوماً, عندما نظر بالروح أمجاد أورشليم السماويّة, قائلاً: "مجاري الأنهار تفرّح مدينة الله. الله في وسطها فلن تتزعزع". فكلّ أمجاد أورشليم قائمة ويكون الله موجودا فيها, وهو يفيض عليها مجاري الأنهار. وأيّ أنهار أعذب من أنهار ماء الحياة الجارية من مصدر الحياة, يسوع! فإذا كان يُحقُّ لأبناء السماء أن يفرحوا برؤية الله فيما بينهم, أفلا يحقّ لنا نحن أن نفرح بوجود الله حسّياً فيما بيننا, ذلك الذي ترك سماءه وأتى يسكن معنا, مُتَفقّداً شؤوننا, ناظراً في احتياجاتنا؟...
لقد ظهرت القديسة تريزيا لإحدى راهباتها وقالت لها: "نحن الذين في السماء وأنتم الذين على الأرض ينبغي أن نكون بحالة واحدة. وكلّ ما نصنعه نحن هنا يجب أن تصنعوه أنتم على الأرض مع القربان الأقدس".
فيا لمحبّة قلب يسوع الذي لم يشأ أن يتركنا أيتاماً, بل عمد إلى هذه النعمة العجيبة, ليبقى معنا ويمسح كل دمعة من عيوننا!..
لنا هو يسوع في كلّ ما يخصّه. فجسده الطاهر المأخوذ من جسد العذراء مريم هو لنا. ودمه الحيّ, الذي يجري في عروقه, قد بذله لأجلنا. ونفسه المقدّسة هي خاصّتنا. وأسراره الإلهيّة, تلك الينابيع المتفجّرة, تتبعنا في كل أطوار حياتنا, كما كانت مياه الصخرة تتبع مراحل الإسرائيليين في البريّة. وحياته الثمينة بذلها عنّا. ثمّ كنيسته المقدّسة الخارجة من جرح قلبه الطاهر هي لنا, بكلّ ما فيها من كنوز. هذا ما أعطاناه يسوع نفسه, حتى أنه لم يُبقِ شيئاً لنفسه, بل أورثنا كلّ خصوصيّاته, كما يورث الأب اولاده جميع مقتنياته.
إلا أنّ ربّنا يسوع المسيح أراد أن يعطينا كلّ كنوز قلبه الأقدس بنوع حسّي, ويبقى معنا هو نفسه إلى منتهى الدهر, وذلك في القربان الأقدس. فكما تجسّد يسوع في بيت لحم من مريم العذراء, هوذا يتجسّد كلّ يوم على هياكلنا, بنوع سرّي, على أيدي الكهنة. وكما كان في حياته يرفع عنّا الصلوات إلى أبيه الأزلي, فصلواته ما تزال مستمرة صاعدة إلى السماء من القربان الأقدس. فذاك الجسد المتحرك, وذلك القلب النابض بالمحبّة, وكلّ ما في يسوع من حياة, كلّ هذا موجودٌ حقيقة في القربان المقدّس. وكأنّ السيّد المسيح أراد أن يُلاشي إرادته, ويُعطي الكهنة سلطاناً عليه, ليتمّم هذا السّر, فنراه يرضخ حالاً لكلمات الكاهن, لأنه الوديع والمتواضع القلب الذي لا يماحك ولا يقاوم. ذلك, لكي يبقى معنا على الدوام, قائلاً بلسان سليمان: "عيناي وقلبي هناك كلّ الأيام".
صرخ المُرتّل يوماً, عندما نظر بالروح أمجاد أورشليم السماويّة, قائلاً: "مجاري الأنهار تفرّح مدينة الله. الله في وسطها فلن تتزعزع". فكلّ أمجاد أورشليم قائمة ويكون الله موجودا فيها, وهو يفيض عليها مجاري الأنهار. وأيّ أنهار أعذب من أنهار ماء الحياة الجارية من مصدر الحياة, يسوع! فإذا كان يُحقُّ لأبناء السماء أن يفرحوا برؤية الله فيما بينهم, أفلا يحقّ لنا نحن أن نفرح بوجود الله حسّياً فيما بيننا, ذلك الذي ترك سماءه وأتى يسكن معنا, مُتَفقّداً شؤوننا, ناظراً في احتياجاتنا؟...
لقد ظهرت القديسة تريزيا لإحدى راهباتها وقالت لها: "نحن الذين في السماء وأنتم الذين على الأرض ينبغي أن نكون بحالة واحدة. وكلّ ما نصنعه نحن هنا يجب أن تصنعوه أنتم على الأرض مع القربان الأقدس".
فيا لمحبّة قلب يسوع الذي لم يشأ أن يتركنا أيتاماً, بل عمد إلى هذه النعمة العجيبة, ليبقى معنا ويمسح كل دمعة من عيوننا!..
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 3 - موضوع العبادة لقلب يسوع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 3 - موضوع العبادة لقلب يسوع.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى