تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
من سَمِع يسوع يصلّي في البستان, بتنهّدٍ ودموع غزيرة, عرف في أيّ حربٍ داخليّة كان موجوداً آنذاك. فمن جهة, كانت طبيعته تنفر من الآلام التي كان مزمعاً أن يتحمّلها, وهذا ما كان يحمله على القول: "فلتعبُر عني هذه الكأس"! ومن جهة أخرى, كان خضوعه المطلق لإرادة ابيه يحمله على القول: "ولكن ليس كإرادتي, بل كإرادتك"! ففي هذا الظرف, أراد يسوع أن يُظهِر لنا حقيقة ضعف طبيعتنا وانه حمل أوجاعنا. ولكنّه, نال بذلك قوّة تفوق ضعفنا جداً, لأنه كما يقول الرسول: "بما تألّم وابتليَ يقدر أن يُساعد الذين يُبتَلون". وذلك, لأنّ مخلّصنا, بعد أن احتمل الضعف بشخصه, اصبح مدفوعاً لأن يشفق علينا أكثر في تجاربنا, ويسعفنا في مضايقنا.
فهذا المعنى أوضحه لنا القدّيس بولس نفسه, إذ يقول: "ليس لنا رئيس أحبار لا يقدر أن يتألم مع ضعفنا. فلِكي يكون شبيهاً لنا في كلّ شيء, احتمل التجارب كلّها, ما عدا الخطيئة". ويضيف إلى ذلك تشجيعاً بأن نقترب من عرش النعمة, أي إلى قلب يسوع, لننال عوناً في زمان الضيق. إذاً, فلنتعزّ لأننا وجدنا القلب الأقدس ميناء الأمان عند هبوب الزوبعة!
إنّ الله يسمح بأن النفس التقيّة ذاتها تُجرّب لأسباب:
أولا: لكي تعرف بالأكثر ضعفها واحتياجها الشديد إلى المعونة الإلهيّة, حتى لا تسقط في التجربة.
ثانياً: لكي يزيد الله أجرها, كما قيل لطوبيّا البار: "بما أنك كنت مقبولاً لدى الله, كان من الضرورة أن تُصيبك التجربة".
ثالثاً: كي يُجرّدَها بالأكثر عن خيرات الأرض, ويجعلها تشتهي أن تذهب للتمتع به في السماء. فإنّ النفوس التقيّة, عندما ترى نفسها متضايقة ليل نهار من التجارب, تضجر من الحياة وتصيح مع المرتّل: "ويلي, إنّ غُربتي قد طالت"!
فمن يشعر بالتجربة عليه أن يثق بقلب يسوع الذي لا يسمح بأن نُجرّب فوق طاقتنا, بل يجد لنا من الضيقة مخرجاً, ويحوّل التجربة إلى إجرٍ عظيم. فعند الشعور بالتجربة, علينا أن نتمسّك بما قاله القدّيس اغسطينوس: "عندما ننطرح بثقة تامّة على قلب يسوع, لا نعُد نخشى شيئاً, لأنّ القلب الأقدس كلّي الجودة, فلا ينسحب ويدعنا نسقط". يقول القدّيس فرنسيس سالس: "انّ الأطفال, إذا رأوا الذئب مُقبلاً, يهربون وينطرحون بين أيديّ أبيهم وأمّهم, فيكونون هناك بأمان". فلنذهب نحن ونحتَمِ في قلبيّ يسوع ومريم ونستدعيهما, ولا نعُد ندير أذُناً صاغية إلى التجربة!
من سَمِع يسوع يصلّي في البستان, بتنهّدٍ ودموع غزيرة, عرف في أيّ حربٍ داخليّة كان موجوداً آنذاك. فمن جهة, كانت طبيعته تنفر من الآلام التي كان مزمعاً أن يتحمّلها, وهذا ما كان يحمله على القول: "فلتعبُر عني هذه الكأس"! ومن جهة أخرى, كان خضوعه المطلق لإرادة ابيه يحمله على القول: "ولكن ليس كإرادتي, بل كإرادتك"! ففي هذا الظرف, أراد يسوع أن يُظهِر لنا حقيقة ضعف طبيعتنا وانه حمل أوجاعنا. ولكنّه, نال بذلك قوّة تفوق ضعفنا جداً, لأنه كما يقول الرسول: "بما تألّم وابتليَ يقدر أن يُساعد الذين يُبتَلون". وذلك, لأنّ مخلّصنا, بعد أن احتمل الضعف بشخصه, اصبح مدفوعاً لأن يشفق علينا أكثر في تجاربنا, ويسعفنا في مضايقنا.
فهذا المعنى أوضحه لنا القدّيس بولس نفسه, إذ يقول: "ليس لنا رئيس أحبار لا يقدر أن يتألم مع ضعفنا. فلِكي يكون شبيهاً لنا في كلّ شيء, احتمل التجارب كلّها, ما عدا الخطيئة". ويضيف إلى ذلك تشجيعاً بأن نقترب من عرش النعمة, أي إلى قلب يسوع, لننال عوناً في زمان الضيق. إذاً, فلنتعزّ لأننا وجدنا القلب الأقدس ميناء الأمان عند هبوب الزوبعة!
إنّ الله يسمح بأن النفس التقيّة ذاتها تُجرّب لأسباب:
أولا: لكي تعرف بالأكثر ضعفها واحتياجها الشديد إلى المعونة الإلهيّة, حتى لا تسقط في التجربة.
ثانياً: لكي يزيد الله أجرها, كما قيل لطوبيّا البار: "بما أنك كنت مقبولاً لدى الله, كان من الضرورة أن تُصيبك التجربة".
ثالثاً: كي يُجرّدَها بالأكثر عن خيرات الأرض, ويجعلها تشتهي أن تذهب للتمتع به في السماء. فإنّ النفوس التقيّة, عندما ترى نفسها متضايقة ليل نهار من التجارب, تضجر من الحياة وتصيح مع المرتّل: "ويلي, إنّ غُربتي قد طالت"!
فمن يشعر بالتجربة عليه أن يثق بقلب يسوع الذي لا يسمح بأن نُجرّب فوق طاقتنا, بل يجد لنا من الضيقة مخرجاً, ويحوّل التجربة إلى إجرٍ عظيم. فعند الشعور بالتجربة, علينا أن نتمسّك بما قاله القدّيس اغسطينوس: "عندما ننطرح بثقة تامّة على قلب يسوع, لا نعُد نخشى شيئاً, لأنّ القلب الأقدس كلّي الجودة, فلا ينسحب ويدعنا نسقط". يقول القدّيس فرنسيس سالس: "انّ الأطفال, إذا رأوا الذئب مُقبلاً, يهربون وينطرحون بين أيديّ أبيهم وأمّهم, فيكونون هناك بأمان". فلنذهب نحن ونحتَمِ في قلبيّ يسوع ومريم ونستدعيهما, ولا نعُد ندير أذُناً صاغية إلى التجربة!
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 2 - غاية العبادة لقلب يسوع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 3 - موضوع العبادة لقلب يسوع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 2 - غاية العبادة لقلب يسوع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 3 - موضوع العبادة لقلب يسوع.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى