تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
أكبر دليل على المحبّة يمكننا أن نقدّمه لله, هو أن نصنع إرادته دائماً وفي كلّ شيء, ولو اقتضى ذلك التضحية بالذات. هذا ما كان عليه من الإستعداد قلب يسوع. فإنّه لم يطلب, طوال حياته الأرضيّة, إلا أن يصنع إرادة أبيه. فمن يمكنه أن يصف المحبّة التي كان يُحبّ بها أباه وهو بطبيعته البشرية؟
لم يكد يدخل إلى العالم, حتى صاح بفم النبي: "هآنذا آتٍ لأصنع مشيئتك يا الله!" وكم مرّة سمعناه يحتجّ بأنّه لم يأتِ ليصنع إرادته, بل إرادة الآب الذي أرسله. بل جعل إتمام هذه الإرادة طعامه الجوهريّ: "طعامي هو أن أصنع إرادة الآب الذي أرسلني". وقد أطاع أباه حتى بِبَذل حياته: تواضع وصار مطيعاً حتى الموت, موت الصليب, طلباً لخلاص الإنسان. وهذا ما حمله على أن يقول في ذهابه إلى مجابهة الأعداء: "لكي يعلم العالم انني أحبّ الآب وانني أصنع ما يريده, قوموا ننطلق!"...
إنّ الله يعدنا بالمجد السماوي, شرط أن نكون شبيهين بيسوع. والحال, إن مطابقة إرادة الإنسان لإرادة الله هي التي تصنع هذه المشابهة. فكما أنّ البُغضَ يقسم القلوب, هكذا المحبّة تربطها.
قال الحكيم: "إنّ النفوس الأمينة في محبّة الله ترتاح في كلّ ما يريده". والقديس الذهبيّ الفم يقول: "كلّ كمال الحبّ يقوم في التسليم إلى إرادة الله". فعندما تبلغ النفس إلى إماتة إرادتها الذاتيّة, لكي تجعل إرادة الله حيّة, تكون قد بلغت الكمال.
إنّ الآلة الجيّدة هي التي تطاوع الفاعل الذي يستعملها في عمله, وإلا فلا تصلح لشيء, بل تُطرح خارجاً. هناك بعض الأتقياء يجعلون تقواهم متعلّقة على الإكثار من الإماتات, أو المناولات, أو الصلوات العديدة, ولكنّ الكمال الحقيقي ليس هو في هذه. نعم, كلّ ذلك جيّد وواجب, أنّما ينقصه الجزء الجوهري, أي المطابقة لإرادة الله.
فكل ما يطلبه منّا قلب يسوع ينحصر في أن نصنع إرادة أبيه. لذلك علّمنا من فمِهِ الطاهر بأن نقول لأبيه: "لِتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". والله نفسه لا يطلب من الإنسان إلا قلبه, أي إرادته. فلنسلّم إلى الله إرادتنا ونعيش له كما عاش يسوع.
أكبر دليل على المحبّة يمكننا أن نقدّمه لله, هو أن نصنع إرادته دائماً وفي كلّ شيء, ولو اقتضى ذلك التضحية بالذات. هذا ما كان عليه من الإستعداد قلب يسوع. فإنّه لم يطلب, طوال حياته الأرضيّة, إلا أن يصنع إرادة أبيه. فمن يمكنه أن يصف المحبّة التي كان يُحبّ بها أباه وهو بطبيعته البشرية؟
لم يكد يدخل إلى العالم, حتى صاح بفم النبي: "هآنذا آتٍ لأصنع مشيئتك يا الله!" وكم مرّة سمعناه يحتجّ بأنّه لم يأتِ ليصنع إرادته, بل إرادة الآب الذي أرسله. بل جعل إتمام هذه الإرادة طعامه الجوهريّ: "طعامي هو أن أصنع إرادة الآب الذي أرسلني". وقد أطاع أباه حتى بِبَذل حياته: تواضع وصار مطيعاً حتى الموت, موت الصليب, طلباً لخلاص الإنسان. وهذا ما حمله على أن يقول في ذهابه إلى مجابهة الأعداء: "لكي يعلم العالم انني أحبّ الآب وانني أصنع ما يريده, قوموا ننطلق!"...
إنّ الله يعدنا بالمجد السماوي, شرط أن نكون شبيهين بيسوع. والحال, إن مطابقة إرادة الإنسان لإرادة الله هي التي تصنع هذه المشابهة. فكما أنّ البُغضَ يقسم القلوب, هكذا المحبّة تربطها.
قال الحكيم: "إنّ النفوس الأمينة في محبّة الله ترتاح في كلّ ما يريده". والقديس الذهبيّ الفم يقول: "كلّ كمال الحبّ يقوم في التسليم إلى إرادة الله". فعندما تبلغ النفس إلى إماتة إرادتها الذاتيّة, لكي تجعل إرادة الله حيّة, تكون قد بلغت الكمال.
إنّ الآلة الجيّدة هي التي تطاوع الفاعل الذي يستعملها في عمله, وإلا فلا تصلح لشيء, بل تُطرح خارجاً. هناك بعض الأتقياء يجعلون تقواهم متعلّقة على الإكثار من الإماتات, أو المناولات, أو الصلوات العديدة, ولكنّ الكمال الحقيقي ليس هو في هذه. نعم, كلّ ذلك جيّد وواجب, أنّما ينقصه الجزء الجوهري, أي المطابقة لإرادة الله.
فكل ما يطلبه منّا قلب يسوع ينحصر في أن نصنع إرادة أبيه. لذلك علّمنا من فمِهِ الطاهر بأن نقول لأبيه: "لِتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض". والله نفسه لا يطلب من الإنسان إلا قلبه, أي إرادته. فلنسلّم إلى الله إرادتنا ونعيش له كما عاش يسوع.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 27 - قلب يسوع مثال الأمانة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 23 - قلب يسوع مثال الإتضاع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 24 - قلب يسوع مثال الوداعة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 23 - قلب يسوع مثال الإتضاع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 24 - قلب يسوع مثال الوداعة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى