تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 6 - قلب يسوع هو الضحيّة المقدّمة عنا.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 6 - قلب يسوع هو الضحيّة المقدّمة عنا.
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 6 - قلب يسوع هو الضحيّة المقدّمة عنا.
الخطيئة والتكفير لفظتان مترادفتان, لا يمكن للواحدة أن توجد بدون الأخرى. فالطبيعة التي عصت أوامر الله بوقاحة كلية, ينبغي أن تعود عن غيّها, وترجع إلى الله مستعطفةً عظَمَته, ليرضى عنها ويمحو ذنبها. وهذا لا يكون إلا بالذبيحة. فمن الضروريّ أنّ الإنسان, الذي أهان الصلاح غير المتناهي, يتلاشى وينحلّ ليُعيد النظام المعتل إلى ما كان عليه قبل المعصية. وهذا هو معنى التضحية.
كلّ إنسان يمرّ على وجه الأرض هو خاطئ, كما يقول المُرتّل: "بالآثام حُبِل بي وبالخطايا ولدَتني أمّي". وكلّ إنسان يترتّب عليه أن يُقدّم لله ضحيّة نفسه, ليكفّر ذنبه. ولكن, هل يكفي لإرضاء الله الإنسان المتناهي؟ لو اجتمع البشر كلّهم, من آدم إلى آخر إنسان على الأرض, ولاشوا أنفسهم ليكفّروا خطيئة واحدة, لما قدِروا. حتى ولو أضفنا إليهم كلّ أعمال الملائكة, لما كان ذلك كافياً لتكفير شرّ من الشرور.
إلا أنّ قلب يسوع لم يتركنا في هذا العجز. فمن جهة, هو يريد خلاصنا, ومن جهة ثانية, يريد أن يُقدّم لأبيه الأزليّ كلّ ما يتوجّب لعظمته من الإكرام. فحمل أوجاعنا ولاشى نفسه عنا أمام ابيه. وهذا ما حمل يوحنا المعمدان على أن يصرخ عند مشاهدته, قائلاً: "هذا هو حمل الله! هذا هو حامل خطايا العالم"!..
نعم, إنّ يسوع ضحّى بذاته مرّة واحدة على عود الصليب, إلاّ أنّه يجدّد هذه التضحية, بنوع سرّي, على المذابح كلّ يوم, ذبيحة القداس. فذبيحة القداس هي أقدس وأعظم وأسمى ما يمكن لإنسان أن يتصوره, حتى أنّ الله لا يمكن أن يجعل عملاً أقدس من القدّاس. فالقدّيس اغوسطينوس يعلّمنا بأنّ ذبيحة القدّاس ليست بأقل فعاليّة اليوم أمام الله من الضحيّة التي جرت على الصليب, عندما جرى الماء والدم من جرح قلب يسوع. ولماذا, يا تُرى؟ لأن ذبيحة القداس هي تضحية جسد ودم ابن الله بالذات. وبالتالي, هي ضحيّة كاملة, سامية, غير متناهية. فهذه الذبيحة هي أدهش مدهشات القلب الإلهي, قلب يسوع.
فماذا يصنع قلب يسوع في القدّاس؟
أولا: يُقدّم لله أبيه سجودا لائقا بعظمته الإلهيّة.
ثانيا: يرفع عنا أنواع الشكر له لأجل عطاياه التي لا تُحصى. وقد قال القدّيس إيريناوس: "إنّ هذه الذبيحة الإلهيّة موضوعة خصّيصاً, لكي نقدر بواسطتها أن نفي واجب الشكر لله".
ثالثاً: يُخمِدُ عنا الغضب الإلهي المتّقد علينا بسبب خطايانا.
رابعاً: يطلب معنا كلّ النعم التي نرغب في الحصول عليها.
هذا ما يصنعه لأجلنا قلب يسوع الأقدس كلّ يوم, مرّات عديدة, في ذبيحة القدّاس. فعلينا أن نحضر هذه الذبيحة بكل رغبةٍ وورع.
الخطيئة والتكفير لفظتان مترادفتان, لا يمكن للواحدة أن توجد بدون الأخرى. فالطبيعة التي عصت أوامر الله بوقاحة كلية, ينبغي أن تعود عن غيّها, وترجع إلى الله مستعطفةً عظَمَته, ليرضى عنها ويمحو ذنبها. وهذا لا يكون إلا بالذبيحة. فمن الضروريّ أنّ الإنسان, الذي أهان الصلاح غير المتناهي, يتلاشى وينحلّ ليُعيد النظام المعتل إلى ما كان عليه قبل المعصية. وهذا هو معنى التضحية.
كلّ إنسان يمرّ على وجه الأرض هو خاطئ, كما يقول المُرتّل: "بالآثام حُبِل بي وبالخطايا ولدَتني أمّي". وكلّ إنسان يترتّب عليه أن يُقدّم لله ضحيّة نفسه, ليكفّر ذنبه. ولكن, هل يكفي لإرضاء الله الإنسان المتناهي؟ لو اجتمع البشر كلّهم, من آدم إلى آخر إنسان على الأرض, ولاشوا أنفسهم ليكفّروا خطيئة واحدة, لما قدِروا. حتى ولو أضفنا إليهم كلّ أعمال الملائكة, لما كان ذلك كافياً لتكفير شرّ من الشرور.
إلا أنّ قلب يسوع لم يتركنا في هذا العجز. فمن جهة, هو يريد خلاصنا, ومن جهة ثانية, يريد أن يُقدّم لأبيه الأزليّ كلّ ما يتوجّب لعظمته من الإكرام. فحمل أوجاعنا ولاشى نفسه عنا أمام ابيه. وهذا ما حمل يوحنا المعمدان على أن يصرخ عند مشاهدته, قائلاً: "هذا هو حمل الله! هذا هو حامل خطايا العالم"!..
نعم, إنّ يسوع ضحّى بذاته مرّة واحدة على عود الصليب, إلاّ أنّه يجدّد هذه التضحية, بنوع سرّي, على المذابح كلّ يوم, ذبيحة القداس. فذبيحة القداس هي أقدس وأعظم وأسمى ما يمكن لإنسان أن يتصوره, حتى أنّ الله لا يمكن أن يجعل عملاً أقدس من القدّاس. فالقدّيس اغوسطينوس يعلّمنا بأنّ ذبيحة القدّاس ليست بأقل فعاليّة اليوم أمام الله من الضحيّة التي جرت على الصليب, عندما جرى الماء والدم من جرح قلب يسوع. ولماذا, يا تُرى؟ لأن ذبيحة القداس هي تضحية جسد ودم ابن الله بالذات. وبالتالي, هي ضحيّة كاملة, سامية, غير متناهية. فهذه الذبيحة هي أدهش مدهشات القلب الإلهي, قلب يسوع.
فماذا يصنع قلب يسوع في القدّاس؟
أولا: يُقدّم لله أبيه سجودا لائقا بعظمته الإلهيّة.
ثانيا: يرفع عنا أنواع الشكر له لأجل عطاياه التي لا تُحصى. وقد قال القدّيس إيريناوس: "إنّ هذه الذبيحة الإلهيّة موضوعة خصّيصاً, لكي نقدر بواسطتها أن نفي واجب الشكر لله".
ثالثاً: يُخمِدُ عنا الغضب الإلهي المتّقد علينا بسبب خطايانا.
رابعاً: يطلب معنا كلّ النعم التي نرغب في الحصول عليها.
هذا ما يصنعه لأجلنا قلب يسوع الأقدس كلّ يوم, مرّات عديدة, في ذبيحة القدّاس. فعلينا أن نحضر هذه الذبيحة بكل رغبةٍ وورع.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 2 - غاية العبادة لقلب يسوع.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 2 - غاية العبادة لقلب يسوع.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى