تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 9 - قلب يسوع يريد أن يُشركنا في إرساليته.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 9 - قلب يسوع يريد أن يُشركنا في إرساليته.
تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 9 - قلب يسوع يريد أن يُشركنا في إرساليته.
غاية وجود يسوع ومجيئه إلى الأرض هي التكفير عن الخطايا وخلاص النفوس. فكان اهتمامه في حياته, أن يُرجع النفوس إلى الله. ولمّا كان يتجوّل, صانعاً الخير نحو كلّ أحد, كان يقصد قبل كلّ شيئ الخير الروحي. فقبل أن يشفي الجسد, كان يشفي النفس: "يا بُنيّ, مغفورة لك خطاياك"! فكم يرغب قلب يسوع منّا أن نساعده في هذا العمل الخلاصي! وكأنّ الصليب هو الخطّ الوحيد الذي به ترجع النفوس إلى الله. فكان يطلب ممّن يريد أن يتبعه: أن يكفر بنفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعه. ومن لا يكفر بنفسه فلا يستحق أن يكون له تلميذاً.
آه! كم يتعزّى قلب يسوع عندما يرانا نطلب منه خلاص الخطأة! لقد قال يوماً للطوباويّة سيرافين دي كابري: "ساعديني يا ابنتي بصلواتك لخلاص النفوس!" ومرّة أخرى خاطب القدّيسة مريم المجدليّة دي باتسي, قائلا: "يا ابنتي, انظري كم من النفوس أسيرة بين يدي الشيطان! فإذا كان مختاريّ لا ينقذونها بصلواتهم, فكلّها تهلك". وكذلك يُخبر عن القدّيسة ستيفاني دي سونشيو انها مارست, مدّة أربعين سنة, توبة شاقة من أجل خلاص الخطأة. وقد أوحي إلى أحد المرسلين بأنّ الثمار التي كان يجنيها من وعظه, ليست هي ثمار فصاحته, بل ثمار صلاة الأخ الذي كان يخدمه.
هكذا, كلّ ما في هذه الأخبار المقدّسة يدلّنا على أنّ قلب يسوع يريد أن يشركنا معه في خلاص النفوس. ولكن, يقول البعض: لنترك هذا الأمر للكهنة! إنّ من يتكلّم هذه اللغة يدُلّ على أنّه لا يُحبّ يسوع مُطلقاً. فإذا كنت تحبّ الله حقيقة, كما يقول أغوسطينوس, فإنك تسعى بكل جهدك لأن تحمل الغير على محبّته. إنّ القلب الذي يحبّ الله لا يمكنه أن يبقى عديم الإحساس عند رؤيته هلاك النفوس المخلوقة لتمجّده إلى الأبد. فالقديس بوناونتورا كان يشتهي أن يموت عدداً من المرّات يوازي عدد الخطأة الموجودين في العالم, إذا كان يقدر بذلك أن يخلّصهم. والقدّيس كايتان, عندما كان في نابولي سنة 1547 أيام الثورة, وشاهد نفوساً كثيرة تذهب إلى الهلاك الأبديّ, شعر بتأثّر بليغ من جرّاء ذلك, ومات من الحزن.
فكم نُرضي القلب الإلهي, إذا كنا ننفرد من وقت إلى آخر في مكان قفر, لكي نصلّي ونبكي مع يسوع في البستان لنردّ إليه النفوس!
غاية وجود يسوع ومجيئه إلى الأرض هي التكفير عن الخطايا وخلاص النفوس. فكان اهتمامه في حياته, أن يُرجع النفوس إلى الله. ولمّا كان يتجوّل, صانعاً الخير نحو كلّ أحد, كان يقصد قبل كلّ شيئ الخير الروحي. فقبل أن يشفي الجسد, كان يشفي النفس: "يا بُنيّ, مغفورة لك خطاياك"! فكم يرغب قلب يسوع منّا أن نساعده في هذا العمل الخلاصي! وكأنّ الصليب هو الخطّ الوحيد الذي به ترجع النفوس إلى الله. فكان يطلب ممّن يريد أن يتبعه: أن يكفر بنفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعه. ومن لا يكفر بنفسه فلا يستحق أن يكون له تلميذاً.
آه! كم يتعزّى قلب يسوع عندما يرانا نطلب منه خلاص الخطأة! لقد قال يوماً للطوباويّة سيرافين دي كابري: "ساعديني يا ابنتي بصلواتك لخلاص النفوس!" ومرّة أخرى خاطب القدّيسة مريم المجدليّة دي باتسي, قائلا: "يا ابنتي, انظري كم من النفوس أسيرة بين يدي الشيطان! فإذا كان مختاريّ لا ينقذونها بصلواتهم, فكلّها تهلك". وكذلك يُخبر عن القدّيسة ستيفاني دي سونشيو انها مارست, مدّة أربعين سنة, توبة شاقة من أجل خلاص الخطأة. وقد أوحي إلى أحد المرسلين بأنّ الثمار التي كان يجنيها من وعظه, ليست هي ثمار فصاحته, بل ثمار صلاة الأخ الذي كان يخدمه.
هكذا, كلّ ما في هذه الأخبار المقدّسة يدلّنا على أنّ قلب يسوع يريد أن يشركنا معه في خلاص النفوس. ولكن, يقول البعض: لنترك هذا الأمر للكهنة! إنّ من يتكلّم هذه اللغة يدُلّ على أنّه لا يُحبّ يسوع مُطلقاً. فإذا كنت تحبّ الله حقيقة, كما يقول أغوسطينوس, فإنك تسعى بكل جهدك لأن تحمل الغير على محبّته. إنّ القلب الذي يحبّ الله لا يمكنه أن يبقى عديم الإحساس عند رؤيته هلاك النفوس المخلوقة لتمجّده إلى الأبد. فالقديس بوناونتورا كان يشتهي أن يموت عدداً من المرّات يوازي عدد الخطأة الموجودين في العالم, إذا كان يقدر بذلك أن يخلّصهم. والقدّيس كايتان, عندما كان في نابولي سنة 1547 أيام الثورة, وشاهد نفوساً كثيرة تذهب إلى الهلاك الأبديّ, شعر بتأثّر بليغ من جرّاء ذلك, ومات من الحزن.
فكم نُرضي القلب الإلهي, إذا كنا ننفرد من وقت إلى آخر في مكان قفر, لكي نصلّي ونبكي مع يسوع في البستان لنردّ إليه النفوس!
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 8 - قلب يسوع يريد أن يشركنا في نِعَمِهِ.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 20 - قَلب يسوع ملجأ النفوس المجرّبة.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 21 - قَلب يسوع الحزين لأحزان مريم.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 26 - قلب يسوع مثال التسليم لإرادة الله.
» تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 18 - قلب يسوع الحزين بسبب نكران الجميل.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى