تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 12 - قلب يسوع الحامل خطايا العالم.

تأملات شهر حزيران مع قلب يسوع الأقدس - 12 - قلب يسوع الحامل خطايا العالم.

أمر الله شعبه في العهد القديم بأن يأتي الكهنة بكبش يضعون أيديهم عليه, ويُحمّلونه بذلك خطايا الشعب, ثمّ يُطلقونه في البرّية. ولكن هذا الكبش لم يكن بالحقيقة إلا رمزاً ليسوع الذي حمل خطايا العالم كلها, منذ أوّل خطيئة حدثت في الكون إلى آخر خطيئة يمكن أن تحدث. لذلك, نرى يوحنا المعمدان, عندما نظر إلى يسوع, أعلن قائلاً: "هذا هو حمل الله, هذا هو حامل خطايا العالم!" فكأنّ كل مزايا المسيح وصفاته اختفت حتى تظهر هذه الميّزة, أي ميّزة الحمَل.

كان ذلك الحمل البريء يرضى بأن يحمل خطايا الشعب الاسرائيلي. ويسوع هو البرارة بالذات, فيرضى طوعاً بأن يحمل خطايا العالم كلّه.

يحمل الحمل الخطايا ويذهب إلى البرية ليكون فريسة للوحوش, فيكفّر بدمه عن الخطايا التي يحملها. وأراد يسوع أن يكون ذبيحة, وأن يُساق كالحمل والنعجة أمام الجزّار بدون تذمر.

كان ذلك الحمل في العهد القديم, يحمل فظاعة الخطايا التي هي شرّ من خباثة الذئاب, ويبقى محافظاً على وداعته. ويسوع جعل الوداعة مثالا عندما قال: "تعلّموا مني إني وديع ومتواضع القلب".

كم احتمل يسوع من شرّ الخطايا التي حملها! لقد أظهر ربّنا يوما للقدّيسة كاترينا الجَنَويَّة شناعة خطيئة واحدة عرضيّة. فهذا المنظر أرعب القدّيسة وأحزنها, حتى سقطت مغمياً عليها. فكم كان يحتمل يسوع إذاً من منظر الخطايا الفظيعة التي كان يحمل عبئها! فقد كان يعرف تمام المعرفة شرّ الخطيئة, ويعرف أيضاً صلاح أبيه الأزلي, وما تُحدثه الخطيئة من الشرّ نحو هذا الصلاح.

إنّ الخطيئة تحمل معها الخوف من الإنتقام الإلهيّ. فالرجل الخاطئ يرتعب إذا اهتزّت الأرض, ويصعق إذا سمع صوت الصاعقة, ويخاف حتى من حفيف أوراق الأشجار, ظناً بأن الله سوف ينتقم منه. فكم كان يحتمل بالأحرى ذلك الحمل الذي اتخذ على نفسه كلّ قصاصات الخطيئة!

علينا إذاً أن نتطهّر بالندامة والإعتراف, لكي نتخلّص من الخطيئة ونُعزّي قلب يسوع الحامل خطايا العالم!