تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الغاية من الصوم الكبير.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الغاية من الصوم الكبير.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الغاية من الصوم الكبير.
إن الهدف من الصوم الكبير هو أن يُبقي حيّاً في ضمائرنا وحياتنا المبدأ القائل بأنه "أن أكون"مسيحياً لا يمكن إلا أن تعني أن "أصير" مسيحياً في تجدد مستمر؛ فهذا الواقع ليس أمراً منتهياً أو من المسلّمات بل مسيرة تفترض ممارسة مستمرة. فنتساءل إذذاك: ماذا يعني أن أصير مسيحياً؟ وكيف يحصل ذلك؟... إن أراد المرء أن يكون مسيحياً، عليه أن يتمتع بالشدّة التي تخوّله الإنتصار في نهاية الأمر؛ وهو يحتاج إلى القوة ليصمد في وجه النزعة الطبيعية إلى الإنجراف. لقد جرى تعريف الحياة بالمعنى الأكثر شموليةً على أنها "مقاومة لقوة الجاذبية". وفقط عندما تُبذل جهود مماثلة تكون الحياة؛ فمتى توقفت هذه الجهود توقفت الحياة. وإن صحّ ذلك في مجال علم الأحياء، فلا غروَ في أن يصحّ أكثر في العالم الروحي. فالشخص البشري هو الكائن الذي لا يصبح نفسه بشكل تلقائي. ولا يفعل ذلك بمجرد السماح لنفسه بأن تنجرف وبالإستسلام إلى دفع قوة جاذبية طبيعية من خلال عيشه حياة خاملة سلبية لا مكان فيها للتفاعل. بل هو يصبح نفسه دائماً وفقط بالكفاح ضدّ تلك النزعة إلى التقوقع في الخمول والسلبية وبواسطة قواعد لتهذيب الذات قادرة على تجاوز ضغوط الرتابة و تحرير الذات من ضغوطات الأهداف والغرائز المنفعية. إن عالمنا مشحون بكل ما يمسّ مشاعرنا بشكل مباشر، حتى إذا بنا معرّضون لخطر أن ينحصر نظرنا في التفاصيل وأن يفوتنا المشهد بكليّته. فلا بدّ من بذل الجهود الحثيثة لكي نتمكن من رؤية ما هو وراء الأمور التي تنجلي لبصرنا ولكي نتحرر من هيمنة ما يضغط علينا بشكل مباشر.
إن الهدف من الصوم الكبير هو أن يُبقي حيّاً في ضمائرنا وحياتنا المبدأ القائل بأنه "أن أكون"مسيحياً لا يمكن إلا أن تعني أن "أصير" مسيحياً في تجدد مستمر؛ فهذا الواقع ليس أمراً منتهياً أو من المسلّمات بل مسيرة تفترض ممارسة مستمرة. فنتساءل إذذاك: ماذا يعني أن أصير مسيحياً؟ وكيف يحصل ذلك؟... إن أراد المرء أن يكون مسيحياً، عليه أن يتمتع بالشدّة التي تخوّله الإنتصار في نهاية الأمر؛ وهو يحتاج إلى القوة ليصمد في وجه النزعة الطبيعية إلى الإنجراف. لقد جرى تعريف الحياة بالمعنى الأكثر شموليةً على أنها "مقاومة لقوة الجاذبية". وفقط عندما تُبذل جهود مماثلة تكون الحياة؛ فمتى توقفت هذه الجهود توقفت الحياة. وإن صحّ ذلك في مجال علم الأحياء، فلا غروَ في أن يصحّ أكثر في العالم الروحي. فالشخص البشري هو الكائن الذي لا يصبح نفسه بشكل تلقائي. ولا يفعل ذلك بمجرد السماح لنفسه بأن تنجرف وبالإستسلام إلى دفع قوة جاذبية طبيعية من خلال عيشه حياة خاملة سلبية لا مكان فيها للتفاعل. بل هو يصبح نفسه دائماً وفقط بالكفاح ضدّ تلك النزعة إلى التقوقع في الخمول والسلبية وبواسطة قواعد لتهذيب الذات قادرة على تجاوز ضغوط الرتابة و تحرير الذات من ضغوطات الأهداف والغرائز المنفعية. إن عالمنا مشحون بكل ما يمسّ مشاعرنا بشكل مباشر، حتى إذا بنا معرّضون لخطر أن ينحصر نظرنا في التفاصيل وأن يفوتنا المشهد بكليّته. فلا بدّ من بذل الجهود الحثيثة لكي نتمكن من رؤية ما هو وراء الأمور التي تنجلي لبصرنا ولكي نتحرر من هيمنة ما يضغط علينا بشكل مباشر.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - دخول زمن الصوم.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تجلّي الصوم.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نسب يسوع.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الزيارة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - تجلّي الصوم.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - شلل الخطيئة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نسب يسوع.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الزيارة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى