تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إحترام الخالق والخليقة
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إحترام الخالق والخليقة
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - إحترام الخالق والخليقة
تخبر قصة بأن فرنسيس أمر أحد الإخوة المسؤولين عن الحديقة ألا يزرع الرقعة بأسرها بالخضار، بل أن يترك جزءًا منها للزهور، لكي تنتج في كل فصول السنة أخواتنا، الزهور، حبًا بتلك المدعوة "زهرة الحقل وزنبق الأودية" (نش ٢، ١). وبالشكل عينه أراد أن يكون هناك غرز زهور جميل لكي يتمكن الناس في كل الأوقات أن يتأثروا فتدفعهم الزهور إلى تسبيح الخالق، "لأن كل خليقة تهتف أمامنا: لقد خلقني الله لأجلك أيها الإنسان". لا يمكننا أن نأخذ هذه القصة تاركين العنصر الديني خارجًا كذخيرة زمن ولّى ومضى، بينما نقبل ما تقوله بشأن رفض المنفعة البحتة وتقديرها لغنى الأصناف والأجناس. فهذا الأمر لا ينطبق البتة على ما فعله وقصده فرنسيس... عندما يخرج الإنسان من إطاره الخاص ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه، لا تستطيع الطبيعة أن تزهر. على العكس: يجب على الإنسان أن يكون أولاً بتناغم مع ذاته؛ وعندها فقط يستطيع أن يدخل بتناغم مع الخليقة، والخليقة معه. وهذا الأمر ممكن فقط إذا ما كان بتناغم مع الخالق الذي صمم الطبيعة وصممنا نحن أيضًا. احترام الإنسان واحترام الطبيعة يتماشيان سوية، ولكنهما ينميان ويجدان مقياسهما الحق عندما نحترم، في الطبيعة والإنسان، الخالق وخليقته. فالإنسان والطبيعة ينسجمان فقط عبر العلاقة مع الخالق. لن تستطيع أن نجد التوازن المفقود إذا ما رفضنا أن ننطلق إلى الأمام لكي نكتشف هذه العلاقة. فلنسمح لفرنسيس الأسيزي أن يجعلنا نفكر؛ لنفسح له أن يثبت خطانا في السبيل المناسب.
آمين.
تخبر قصة بأن فرنسيس أمر أحد الإخوة المسؤولين عن الحديقة ألا يزرع الرقعة بأسرها بالخضار، بل أن يترك جزءًا منها للزهور، لكي تنتج في كل فصول السنة أخواتنا، الزهور، حبًا بتلك المدعوة "زهرة الحقل وزنبق الأودية" (نش ٢، ١). وبالشكل عينه أراد أن يكون هناك غرز زهور جميل لكي يتمكن الناس في كل الأوقات أن يتأثروا فتدفعهم الزهور إلى تسبيح الخالق، "لأن كل خليقة تهتف أمامنا: لقد خلقني الله لأجلك أيها الإنسان". لا يمكننا أن نأخذ هذه القصة تاركين العنصر الديني خارجًا كذخيرة زمن ولّى ومضى، بينما نقبل ما تقوله بشأن رفض المنفعة البحتة وتقديرها لغنى الأصناف والأجناس. فهذا الأمر لا ينطبق البتة على ما فعله وقصده فرنسيس... عندما يخرج الإنسان من إطاره الخاص ولا يستطيع أن يعبر عن نفسه، لا تستطيع الطبيعة أن تزهر. على العكس: يجب على الإنسان أن يكون أولاً بتناغم مع ذاته؛ وعندها فقط يستطيع أن يدخل بتناغم مع الخليقة، والخليقة معه. وهذا الأمر ممكن فقط إذا ما كان بتناغم مع الخالق الذي صمم الطبيعة وصممنا نحن أيضًا. احترام الإنسان واحترام الطبيعة يتماشيان سوية، ولكنهما ينميان ويجدان مقياسهما الحق عندما نحترم، في الطبيعة والإنسان، الخالق وخليقته. فالإنسان والطبيعة ينسجمان فقط عبر العلاقة مع الخالق. لن تستطيع أن نجد التوازن المفقود إذا ما رفضنا أن ننطلق إلى الأمام لكي نكتشف هذه العلاقة. فلنسمح لفرنسيس الأسيزي أن يجعلنا نفكر؛ لنفسح له أن يثبت خطانا في السبيل المناسب.
آمين.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العقل الخالق هو الحب.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الزيارة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الزيارة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - غنى العطاء.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى