تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - معاينة الحمل.
صفحة 1 من اصل 1
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - معاينة الحمل.
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - معاينة الحمل.
نتسلق جبل الزمان حاملين معنا أدوات موتنا. يبدو الهدف بعيدًا أول الأمر. لا نفكر به؛ فالحاضر يكفي... ولكن بقدر ما تطول المسيرة، بقدر ذلك يضحى السؤال ملحاً: إلى أين يؤدي؟ ما معنى كل ذلك؟ ننظر بخوف إلى علامات الموت التي لم نلحظها حتى هذا الحين، ويتصاعد الخوف في داخلنا ونتساءل عما إذا كانت الحياة شكلاً من أشكال الموت؛ وأننا إنما خُدعنا، وأن الحياة بالواقع ليست هبة بل عبئًا. ثم يأتي الجواب الغريب، "الله سيهتم"، والذي يبدو عذرًا أكثر من كونه إيضاحًا. حيثما يسيطر هذا النوع من النظرة، وحيث لا يعاد تصديق كلام "الله"، يضمحل المزاج المرح. في هذه الحالة يفقد الإنسان كل دواعي الفرح؛ فكل ما يبقى هو السخرية القاسية أو الغضب ضد الله وضد العالم الذي نحن معتادون عليه. ولكن من رأى الحمل – المسيح على الصليب – يعرف أن الله قد اهتمّ... فكل ما يمكننا أن نراه – تمامًا كإسحق – هو الحمل، الذي يقول فيه القديس بطرس أنه اختير من قبل إنشاء العالم (١ بط ١، ٢۰). ولكن رؤية الحمل – المسيح المصلوب – هي بالحقيقة ومضة من السماوات التي أعدها لنا الله منذ الأزل. في هذا الحمل نلقي نظرة حقيقية إلى السماوات، إلى طيبة الله، التي ليست لامبالاة ولا ضعفًا بل قوة من نوع أسمى. بهذا الشكل، وبهذا الشكل فقط، نرى أسرار الخليقة ونستمع قليلاً إلى نشيد الملائكة... بما أننا نرى الحمل، يمكننا أن نضحك وأن نحمد؛ ومن خلاله نرى أيضًا منه العبادة.
نتسلق جبل الزمان حاملين معنا أدوات موتنا. يبدو الهدف بعيدًا أول الأمر. لا نفكر به؛ فالحاضر يكفي... ولكن بقدر ما تطول المسيرة، بقدر ذلك يضحى السؤال ملحاً: إلى أين يؤدي؟ ما معنى كل ذلك؟ ننظر بخوف إلى علامات الموت التي لم نلحظها حتى هذا الحين، ويتصاعد الخوف في داخلنا ونتساءل عما إذا كانت الحياة شكلاً من أشكال الموت؛ وأننا إنما خُدعنا، وأن الحياة بالواقع ليست هبة بل عبئًا. ثم يأتي الجواب الغريب، "الله سيهتم"، والذي يبدو عذرًا أكثر من كونه إيضاحًا. حيثما يسيطر هذا النوع من النظرة، وحيث لا يعاد تصديق كلام "الله"، يضمحل المزاج المرح. في هذه الحالة يفقد الإنسان كل دواعي الفرح؛ فكل ما يبقى هو السخرية القاسية أو الغضب ضد الله وضد العالم الذي نحن معتادون عليه. ولكن من رأى الحمل – المسيح على الصليب – يعرف أن الله قد اهتمّ... فكل ما يمكننا أن نراه – تمامًا كإسحق – هو الحمل، الذي يقول فيه القديس بطرس أنه اختير من قبل إنشاء العالم (١ بط ١، ٢۰). ولكن رؤية الحمل – المسيح المصلوب – هي بالحقيقة ومضة من السماوات التي أعدها لنا الله منذ الأزل. في هذا الحمل نلقي نظرة حقيقية إلى السماوات، إلى طيبة الله، التي ليست لامبالاة ولا ضعفًا بل قوة من نوع أسمى. بهذا الشكل، وبهذا الشكل فقط، نرى أسرار الخليقة ونستمع قليلاً إلى نشيد الملائكة... بما أننا نرى الحمل، يمكننا أن نضحك وأن نحمد؛ ومن خلاله نرى أيضًا منه العبادة.
ندى الور- مساعد المشرف العام
- عدد المساهمات : 2691
نقاط : 7825
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
العمر : 47
مواضيع مماثلة
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الوصايا.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نسب يسوع.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الزيارة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - نسب يسوع.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - الزيارة.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - سر الإرتداد.
» تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - قوة الحقيقة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى